أحلام صالح

Publié le par ELMOUNCHAR

حدّثنا قدور بن قويدر قال

كنت نائما بجوار موقد الحطب مرميا أمامه كالدب و لا أشعر بمن حولي رغم كثرة الندب و الصخب. و رأيت في ما يرى النائم أنني تائه وسط الكثبان في رمل ليس كالذي في موريتي أو عين البنيان أو حتى كذاك الذي في برج الكيفان. عطشان تعبان و عيّان و لكني لست سكران.

فجأة أطِل على بحيرة سوداء اللون يشبه لونها لون هذا الذي نزلت أسعاره و كثرت أخباره و عزّ بيعه و قلّ طلاّبه و حول البحيرة أناس يلبسون أحلى اللباس يحرسهم أناس شديدو البأس وقفت أمامه مذهول حدثوني من أنت فأجاب أحدهم ربما بهلول أو مهبول أو مخبول قلت أنا ابن المكان قدور بن فلان سألوني ما خطبك قلت عطشان ظمآن قالوا ليس معنا ماء قلت بلى تحت الأرض ماء و فوق الأرض شمس و هواء ألا تعلمون بأنها الصحراء قالوا نعم نعلم و نحن هنا لأجل الصحراء و ماذا في الصحراء غير الخلاء و الوباء و الهباء قلت لا هي لم يكن له في القسمة نصيب و بدأت في النحيب جاءني شيخ يتوكأ عصاه البيضاء من ملابسي شدني و هزّني من أين أنت أيها الحقير أتريد أن نبعث بك إلى رقان أو حمّة قير يبدوا أنك من الفقاقير حاولت أن أستجمع قواي الخائرة و أعيد الهيبة لعيوني الغائرة و لكن العطش أضناني و أفناني و هدّ أركاني و قطع الحديث عن لساني و في اللحظة أجد شرطيا من الغلاظ الشداد يهزّ قزولته الثخينة و يده المتينة و نبرته الخشينة أراه أمامي يدفعني دفعا و يصرّني صرّا و ينهرني نهرا غادِر المكان قبل أن تُذكر في ماض الزمان كان فلان بن فلان حينها فقط أدركت بأني لا أزال ظمآن و لكني هل سيؤدي بي الضمأ لأن أصير طحّان بن طحّان لا و ألف لا .

صعدت فوق ربوة عالية و رأيتني أتحول إلى شخصية سامية و الناس من حولي آذانهم صاغية:

أيها القوم أنا العربي "ولد الصحراء و التمر" تبّا لست إبنهما فقط أنا كذلك إبن البترول و الغاز و الطاقة الشمسية - تبا للشاب خالد- أنا الجلف الذي نسيه قوم الشمال و لم يلقوا له بال و كل من مرّ عليه بصق عليه و با.........

أنا ابنها و ولدها كما أنتم هي لنا جميعا فلما تشربون و أعطش لماذا حين أحدّثكم يصير كل واحد أطرش أنا الكريم بن الكرماء أنا البسيط ابن البسطاء أنا الغبي الذي صدّق وعودكم الجوفاء أنا من تستغلون طيبتي و حسن نيتي و قلّة حيلتي .

مدنكم و قراكم و مدارسكم و تجارتكم و اقتصادكم و كهربائكم و غازكم و مستقبلكم في أرضي التي نتاقسمها جميعا طبعا قسمة ضيزى . و إلا فعنّا لا أحد منكم يرضى بقرتنا الصفراء الفاقع لونها ما عادت تسرّ الناظرين كيف لا و الأسود اللماع صار تحت الخمسين .

نحن أهل الجنوب المحبوب لا نزايد لا نعاند لا نهاود لا نبحث عن تقسيم و لا عن تحطيم و لا عن تهديم مستقبلنا معكم كما هو مستقبلكم بدوننا خذوا البترول و الغاز أسكتونا بالكلمات و الألغاز و لكن دعوا لنا صخرنا و ماءنا المالح أرفعوا أيديكم عن عين صالح فصالح لم يعد جايح و لكنه لم يكن أبدا انتهازي طالح

و فجأة أسمع صوتا يوقظني أنهض يا قدور لتناول السحور أنهض فأنت لم تأكل منذ "62" عفوا منذ الفطور

Pour être informé des derniers articles, inscrivez vous :
Commenter cet article
S
كلمات في الصميم
Répondre